التعليم بلغة الام

يمر علينا الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي أقر في مشروع القرار (30 C/DR.35) خلال المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1999 في حين ان شعبنا العربي الاهوازي و سائر الشعوب غير الفارسية في ايران مازالت تحرم من التعلم بلغتها الام في المدارس و الجامعات و المعاهد و الصحف و المنشورات و كافة وسائل الاعلام المرئي و المسموع و المقروء .

وفي 16 أيار/مايو 2007، أهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في قرارهاA/RES/61/266 ، بالدول الأعضاء ’’التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها‘‘. وأعلنت الجمعية العامة، في نفس القرار، سنة 2008 باعتبارها سنة دولية للغات لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي الّا ان الدولة الايرانية تركز حصرا على اللغة الفارسية و تفرض انتشارها بنهج عنصري حيث تحولت هذه اللغة عملياً من لغة مشتركة الى لغة مفروضة و بديلة عن للغات المختلفة الاخرى وقاتلة لهن وتلعب دور العدوان و القمع الثقافي . فتدل الدراسات العلمية على أن معظم اسباب فشل التلاميذ والطلبة العرب في اقليم الاهواز هو فرض اللغة الفارسية عليهم كلغة وحيدة وفريدة للتعبير و بالرغم من كون الجمهورية الاسلامية الايرانية من الموقعين على الميثاق العالمي لحقوق الانسان، وكونها موقعة ايضا على جملة من الاتفاقيات الدولية من بينها اتفاقية ازالة جميع اشكال التمييز العنصري ، سنة 1965 وازالة التمييز في مجال التربية والتعليم 1960 وازالة التمييز في مجال العمل سنة 1958و ازالة التمييز الديني سنة 1981والحفاظ على الحقوق القومية والدينية 1993 وغيرها من المواثيق الدولية الا ان سياساتها على ارض الواقع ليس عدم التزامها بهذا التعهدات الدولية وحسب وانما ضربها بعرض الحائط حتى بتعهداتها الداخلية ، من بينها الالتزام بدستورها الذي ينص وبموجب المواد الخامسة عشرة والتاسعة عشرة والمادة الثامنة والاربعين على السماح بالاستفادة من اللغة والثقافات المحلية والحفاظ على الهوية القومية وتتجلى هذه السياسية بشكل صارخ في ممارستها اليومية تجاه الشعب العربي الاهوازي حيث يرينا ممارسة تمييزا عنصريا ثقافيا ولغويا من شأنه ان يهدد بتدمير ومحو هويته الثقافية و بالتالي تهديد كيانه القومي .

ان ابناء شعبنا العربي الاهوازي اليوم كما هو الحال في العهد الملكي محرومين من تعلم لغة امهم ومحرومون من التكلم بها حيث تؤكد فيه الاحصائيات الحكومية ان نسبة الامية قد انخفظت في كافة المناطق الايرانية ووصلت ما بين 10 الى 15 % في ان هذه النسبة بين اوسط شعبنا مرتفعة جدا بحيث تصل الى 60 % بين الرجال واكثر من ذلك بكثير بين النساء .مما يتطلب الامر من المجتمع الدولي ممارسة الضغط على السطات الايرانية للحد من الاضطهاد و حرمان الشعب العربي الاهوازي من التعلم و الاطلاع بلغته و ثقافته و تاريخة و كيانه القومي و الحفاظ على وجوده الاثني و مكونات ثقافته .

ان منظمة حقوق الانسان الاهوازية اذا تطالب السلطات الايرانية بتطبيق مواد الدستور المتعلقة بالسماح للتعلم و التعليم بلغة الام و الالتزام بالمواثيق و الاعراف الدولية التي وقعت عليها تطال المجتمع الدولي كذلك بالضغط من اجل وقف حملات الابادة الاجتماعية و التطهير العرقي و الاستلاب الثقافي الممارس ضد الشعب العربي الاهوازي منذ عقود .

منظمة حقوق الانسان الاهوازية

21 فبراير 2013


بحث